النظرات الفلسفية في مجاهدة النفس والمعرفة الذوقية عند ابن سينا

الملخص

   هدف البحث إلى مناقشة أفكار ابن سينا من منظور عقلاني وصوفي، وكيف جمع بين التفكير العلمي الوضعي المستند إلى مشاهدة الواقع المحسوس وبين التأمل الفلسفي المستند إلى النظر العقلي المجرد، وكيف سعى إلى إيجاد مبرر للفلسفة والتصوف في جبلة النفس الإنسانية ذاتها، لا في عامل أو باعث خارجي، ذلك أن جوهر النفس الناطقة هو التعقل وإدراك الأشياء على حقيقتها، لذلك يصبح هو المعرفة الحقة، وبمقدار ما تعرف النفس من الحقيقة الوجودية يكون كمالها وقربها من العالم المعقول ومضاهاتها إياه، وقد كان المنهج المتبع في هذا البحث هو المنهج التحليلي، ومن أهم نتائجه أن النفس عند ابن سينا إذا بلغت أقصى درجات الكمال تكون مهيأة لتلقي المعرفة الذوقية عن الله، وأن غاية رحلة النفس عنده هي التركيز على بواطن الذات العارفة، ومعرفة أوثق للنفس ليصبح صاحبها متوازنا ولا تعود النفس غريبة عن ذاتها وتصبح سيدة أفعالها وتصل إلى الكمال الأخلاقي، ومع تأثر ابن سينا بفلسفة أفلاطون وأرسطو في هذا الجانب، إلا أن آرائه في الأغلب مأخوذة من الدين الإسلامي كونه فيلسوفا مسلما.