بناء الشخصية الإسلامية من خلال السيرة النبوية
DOI:
https://doi.org/10.59743/jau.v28i.1005الملخص
يقول الله عز اسمه: هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾ لقد أرسل الله تعالى نبيه الكريم سيدنا محمدا لله إلى الناس كافة ليتلو عليهم آياته، ويشرحها لهم آية آية، ويربيهم عليها ويخلقهم بأخلاقها، ويدلهم على ربهم، ويزكي نفوسهم ويظهرها مما علق بها من أرجاس وأدران، فتسمو روحانيتهم نحو المعالي فيعرفون ربهم حق المعرفة، ويعبدونه حبا وشوقا...وقد جاء النبي صلى الله عليه وسلم بنظام كامل وشامل لبناء الشخصية الإسلامية، نظام يخاطب العقل والقلب والروح، ليسمو بالإنسان إلى طلب أعلى المقامات يمكن الوصول إليها، وذلك وفق سنن الله في التدرج في التربية والتزكية، وعلى مراحل مختلفة.هذا علاوة على أن مراعاة التدرج كانت سمة لازمة للتربية النبوية للصحابة في مكة والمدينة، لأن بناء الإنسان وتربية نفسه الأمارة بالسوء وغسلها وتزكيتها وتطهيرها حتى يزول ما علق بها من شرك وجبروت و آفات ليس بالخطب الهين، كما أن ما تجذرت عليه من مألوفاتها لا يمكن إزالتها في وقت وجيز، بل الأمر يحتاج إلى تدرج ومراحل عديدة.فالتدرج لازم لتربية النفوس وبناء الإنسان؛ إذ هو سنة من سنن الله في خلقه التي يجب مراعاتها والأخذ بها، فكما بدأت الدعوة النبوية بالتدرج عبر مراحل، فكذلك بناء الشخصية الإسلامية والدعوة جزء منها، وهذا في غاية الأهمية؛ إذ لا يمكن أن نتصور تغييرا بين عشية وضحاها، فلو كان الأمر كذلك، لكان سيد الوجود أولى به، وقد أخذ بسنة التدرج في كل أنواع الجهاد، من تربية ودعوة وقتال في سبيل الله وبناء المجتمع الإسلامي... لأن البناء التربوي للشخصية الإسلامية عليه مدار كل شيء؛ إذ لا يمكن أن نتصور جهادا بدون تربية.
التنزيلات
منشور
كيفية الاقتباس
إصدار
القسم
الرخصة
الحقوق الفكرية (c) 2017 د.رشید گهوس
هذا العمل مرخص بموجب Creative Commons Attribution 4.0 International License.
تتعلق الحقوق بنشر وتوزيع البحوث المنشورة في مجلة الجامعة الأسمرية، حيث توضح للمؤلفين الذين نشروا مقالاتهم في مجلة الجامعة الأسمرية، كيفية استخدام أو توزيع مقالاتهم، والاحتفاظ بجميع حقوقهم في المصنفات المنشورة، مثل (على سبيل المثال لا الحصر) الحقوق التالية:
- حقوق الطبع والنشر وحقوق الملكية الأخرى المتعلقة بالمقال المقدم، مثل حقوق براءات الاختراع.
- استخدام البحث المنشور في مجلة الجامعة الأسمرية في الأعمال المستقبلية الخاصة بالمؤلفين، بما في ذلك المحاضرات والكتب، والحق في إعادة إنتاج المقالات لأغراضهم الخاصة، والحق في الأرشفة الذاتية لمقالاتهم.
- الحق في الدخول في مقال منفصل، أو للتوزيع غير الحصري لمقالاتهم مع الإقرار بنشره الأولي في مجلة الجامعة الأسمرية.
الحقوق الفكرية: وفق الرخصة الدولية للأعمال الإبداعية المشاعة، النسخة 4.0.
بيان الخصوصية: سيتم استخدام الأسماء وعناوين البريد الإلكتروني التي تم إدخالها في موقع مجلة الجامعة الأسمرية للأغراض المذكورة فقط والتي استخدمت من أجلها.