الإمام الترمذي ومدلولات المصطلحات الحديثية في جامعه

الملخص

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد: فإن الاشتغال بحديث رسول اللہ صلى الله عليه وسلم عبادة شريفة، ووسيلة سامية لنيل رضى الله تبارك وتعالى، وذلك لأهمية سنته المشرفة سنته المشرفة صلى الله عليه وسلم في البيـان عـن رب العالمين، وأثرهـا الواضح في اكتساب المعرفة عبر أقواله وأفعاله وتقريراته وصفاته، التي نقلها المخلصـون حملة هذا العلم العظيم جيلا بعد جيل. غير أن الزمان قد تطاول، والعهد قد بعد، فضعفت الهمـم عـن الحفظ واختلطت الثقافات حتى صار علم الحديث النبوي الشريف غريبا بين أهله، يحتاج إلى من يعرفهم به لاسيما في بلادنا، فإن علم الحديث لم يأخذ حظه من الانتشار فيها، لذلك أصبحت الحاجة ملحة إلى معرفة مصطلحاته ومناهجه ليأخذ مكانه بين العلوم الشرعية الأخرى. وأبو عيسى الترمذي أحد العلماء العدول الـذين بذلوا جهودا ضخمة في سبيل حفظ حديث رسول اللہ صلى الله عليه وسلم، فنفى عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وصانه من كل نقص وعيب، وحمله في قلبه قبل أن يحمله في دفاتره وكراريسه، وجاب به البلاد طـولا وعرضا، وركب من أجله متون الأخطار، وفارق في سبيله الأهل والأوطان، حتى أدخله