المجتمع المتنوع ووحدة الانتماء وأثرهما على المصالحة

دراسة تحليلية في الجنوب الليبي

الملخص

الحمـد الله الـذي عمـر أوطاننـا بـالإيمان، وأكرمهـا بفـضائل الخـير والأمـن والأمـان، والصلاة والسلام على النبي محمد الذي كمل الله بـه الـدين، وأرسـله رحمـة للعـالمين، وآلـه وصحبه أجمعين، أما بعد: فلا شك أن العلاقـة بـين الـوطن والمـواطن علاقـة فطريـة، كـل مـنهما يـسعى للآخـر، ويعمل من أجله، والأساس في ذلك صدق الانتماء، الذي يعد مطلبا ضروريا في الحياة، إذ به يقوم الفـرد بواجباتـه كاملـة دون إفـراط ولا تفـريط، فـالانتماء إلى الـوطن موضـوع مـن الموضوعات المهمة والضرورية في حياة الفرد والمجتمع داخل مدن وقرى الجنوب والتي برزت الحاجة إليهـا في الآونـة الأخيرة، حين عصف ببلادنا كثير من الفتن والمشاكل. ونسلط الضوء على موضـوع الانتماء إلى الوطن من الموضوعات الشائكة، والأمور الخطـيرة التـي ينبغـي التعـاطي معهـا بتيقظ، والأخذ بها بحذر، والتعامل معها وفق المنهج الصحيح، بلا غلو يفسد العقيـدة، أو إفراط يخرجه عن مساره الحقيقي، فهو أمر دعا إليه الإسلام وحث عـلى فعلـه، وأرشـد إلى الاتصاف به شريطة أن يكـون وفـق مـنهج وسـطي معتـدل يحفـظ حقوقـه، ويـسير أمـوره، ويأخذ به إلى شاطئ الأمان ولما يسره الله لي - بفـضله وكرمـه - المـشاركة في مـؤتمر (الهوية والمتغيرات الوطنية) رأيت أن أتخذ من أهداف الورشة (المجتمع المتنوع ووحدة الانتماء واثرهما على المصالحة) حيث أن موضوع الانتماء إلى الوطن يحتل موقعا مركزيا في الفكر العالمي والثقافي بـما يـشكله من اعتبارات شخصية ذات علاقة بالحقوق والواجبات.