تقنية القناع في دراسة النيهوم الذي يأتي ولا يأتي

عرض وتحليل ومقارنة

الملخص

يعد اتجاه شعراء العرب في العصر الحديث نحو توظيف القناع للتعبير عن آرائهم وأفكارهم ومواقفهم المختلفة، خطوة من خطواتهم المهمة تجاه تخليص الشعر العربي من التقريرية والغنائية التي طغت عليه ردحا من الزمن، وإضفاء شيء من الموضوعية والدرامية عليه، ويعد الشاعر العراقي عبد الوهاب البياتي، الذي حظي شعره بكثير من البحث والدراسة من قبل النقاد والدارسين من أوائل شعراء العرب الذين اهتموا بهذه التقنية ووظفوها في شعرهم.وتأتي دراسة الصادق النيهوم (الذي يأتي ولا يأتي)، في إطار اهتمامه بالصورة الفنية المركبة ودعوة الشعراء إلى تبني هذا النمط من التصوير، بدلا من الاعتماد على الأسلوب التقريري المباشر، أو على الصور الجزئية، التي عادة ما تتمثل في الأنماط البلاغية للصورة، وهذه الدراسة هي عنوان أحد دواوين البياتي، الذي صدرت طبعته الأولى سنة (1966م)، وهي السنة نفسها التي أعدت فيها دراسة النيهوم.[1]وترجع أهمية هذا البحث إلى كونه ـ على حد علمي ـ يتناول أول دراسة عربية تطبيقية لتقنية القناع في الشعر العربي، ممثلا في شعر البياتي، استخدم فيها مؤلفها مصطلح (القناع)، ومع ذلك لم تنل حظها من البحث والدراسة؛ إذ على الرغم من كثرة البحوث والدراسات التي تناولت تقنية القناع في الشعر العربي من الجانب النظري أو الجانب التطبيقي، واستفادة بعضها من بعض بشتى الأوجه، إلا أنني وفي حدود ما أعلم ـ لم أقف على أي واحد من أصحابها قد تناول هذه الدراسة أو استفاد منها أو وقف عليها، أو حتى أشار إليها مجرد إشارة.