أثر خلفاء العصر العباسي الأول في شعر المدح

الملخص

قد كان الصراع على الخلافة ميداناً فسيحاً تسابق فيه الشعراء، يمدحون هذا، ويذمون ذاك، ويبرهنون على أحقية هذا ويبعدون الأحقية عن ذاك، مما جعل ذلك باباً طويلاً من الأبواب التي أخرجت لنا كماً وافراً من الشعر الذي يدور في فلك السياسة بشكل أو بآخر، إذا كان خلفاء الحقبة الأولى من الخلافة العباسية قد أنفقوا على الشعراء بهذه الكثرة، فلم يكن هذا إلا تقديراً منهم للفن والأدب وعلماً بأهمية الشعر وخاصة شعر المدح كفخر لهم يبقى أبد الدهر، لذا هانت عليهم الأموال، والتذوا بالسماع، إن شعر المدح السياسي للخلفاء العباسيين في الحقبة الأولى، قد أثرى الحركة الأدبية، لما دار في كنفه من أدب رفيع، وشعر كثير، امتلأت به أمهات الكتب، وبطون الدواوين الشعرية، قد كانت مجالس الخلفاء مملوءة بشعر المدح كفن أول، يستمع إليه الخلفاء ويلذون له، ويتأثرون به، ولقد كان شعر المدح أثره الذي لا ينكر في شيوع شعر المدح عامة، أصبح المدح من أنواع الشعر التي طلبها الخلفاء في مجالسهم، واهتموا بشعرائه، والتذوا بسماع شعرهم.