المناخ التنظيمي وأثره على الرضا الوظيفي للعاملين

دراسة ميدانية

الملخص

إن تهيئة المناخ التنظيمي من المسائل ذات الأهمية في الإدارة عموما، وسلوك الأفراد بصفة أخص ، وقد ازداد الاهتمام بالسلوك التنظيمي في الإدارة، لارتباطه بكافة المتغيرات السائدة في الإدارة من قيم فكرية، وعادات اجتماعية، وأبعاد مادية تؤثر على جودة الخدمة للأفراد والجماعات والمنظمات.إن سلوك الأفراد ليس بمعزل عن المناخ التنظيمي في المنظمة، حيث يُولي للعنصر البشري أهمية كبرى ؛ ذلك لأنه من أهم وسائل الاحتفاظ بولاء الموظف إتاحة الفرصة أمامه لتأكيد ذاته وتحقيق طموحاته، حيث إن المناخ أو البيئة التنظيمية الصحيحة توفر للعاملين فرصاً للتطور الذاتي، وبالمقابل فإنه يشكل في الغالب تحدياً للأفراد، من خلال إتاحة المجال لهم للابتكار والإبداع، وتكمن أهمية بيئة العمل التنظيمية في الإدارة الناجحة أنها تعمل في مواجهة التطورات والتغيرات البيئية والتنافسية والتكنولوجية التي تتطلب محيطاً مناسباً للإبداع والتغيير والتطوير التنظيمي؛ لأن الأجواء غير المناسبة تفقد منظمات الأعمال، وتحد من قدرتها التنافسية وتفوقها أمام المنافسين.يرتبط تحقيق المنظمة لمخرجاتها ومدى مستوى جودة الخدمات التي تقدمها بالمناخ السائد فيها سلباً أو إيجاباً؛ لأن المنظمة هي في الأساس عبارة عن العاملين فيها والمتعاملين معها، وأنها تتكون من الأدوار والتفاعلات والأحداث، أكثر مما تتكون من المباني والآلات والمسائل المادية الأخرى، لذلك فإن معرفة المسؤولين بنمط المناخ التنظيمي السائد في المنظمة يساعدهم على زيادة إنتاجية منظمتهم وتحسين مستوى سلوكهم وأدائهم الوظيفي.يساعد الاستخدام الأمثل لقدرات العاملين على تنفيذ برامج تهدف إلى تعزيز المعرفة بالمناخ التنظيمي؛ لما في ذلك من تأثير في رفع الأداء كَما ونوعاً، والذي يسهم في تصميم برامج تهدف إلى رفع كفاءة وفاعلية الإدارة لتحقيق أهدافها، مع مراعاة التكيف مع الظروف والمتغيرات المتسارعة في البيئة المحيطة.