المشاركة السياسية للإمام مالك ودورها الإصلاحي

الملخص

للمشاركة السياسية النافعة دور لا يستهان به في القيام بالاصلاح الاجتماعي والاقتصادي في المجتمعات، خاصة في ظل التحولات التي تشهدها المنطقة العربية بعد الربيع العربي، فتقليد الأخيار المناصب السياسية ومساهمة المخلصين في بناء مجتمعاتهم لهو في غاية الاهمية، ولا يخفى على أحد أن التراث الاسلامي يحوي العديد من النفائس في هذا المجال، ولعل ما شد نظر الباحثة إليه في هذا المضمار هو الفكر المالكي، ونظرته للمشاركة السياسية بداية من الإمام مالك ودوره الرائد في هذا المجال من خلال المساهمة الفعلية والمشاركة السياسية الناجحة والتي عادت بفائدة عظمى على المجتمع الاسلامي في ذلك الوقت، فتولي الإمام مالك منصبا إداريا وسياسيا إلى جانب منصب الفتوى والقضاء أتاح له فرصة كبيرة للاصلاح عادت بثمار لا يستهان بها في نطاق اصلاح المجتمع، وهذا ما يحتاجه المجتمع في هذا الوقت خاصة في ظل التحولات الهائلة التي تجتاح العالم.

وتفترض الباحثة أن المشاركة السياسية لها دور كبير في اصلاح المجتمع وأن تتبع الفكر المالكي سوف يعطي نموذجاً جيداً في هذا الإطار، وستستخدم هذه الدراسة المنهج التاريخي والتحليلي لتتبع الفكر المالكي من المنظور السياسي وتحليله.. وتهدف الدراسة إلى معرفة دور الإمام مالك والفكر التابع لمذهبة في المشاركة السياسية الناجعة ودورها الرائد في اصلاح المجتمع واخراجه من حالات الفساد التي كان يعيشها.