أسبقيات عالم المدينة

الملخص

تقوم فكرة هذا  البحث على ذكر مااشتهر به مالك – رحمه الله – وسبق به غيره من العلماء ، وكان إماما فيه بلا منازع ، وإظهار جوانب العبقرية في هذه الشخصية النادرة التي كانت لها مكانة مرموقة في نفوس العلماء على اختلاف مناهجهم واتجاهاتهم ، ولا أدل على ذلك من انتشار مذهبه في الآفاق وشيوع  اجتهاداته وابتكاراته النادرة وأسبقياته المتميزة ...

وتكمن فائدته في إنصاف هذا العالم وإظهار عبقريته في هذا الزمان والمكان الذي ظهر فيه - للأسف – من يتنكر لجهود الأئمة وينتقص من هؤلاء الفحول ، وكذلك إبراز هذه الشخصية لمن رام التشبه بالعلماء والتعلق بهم والسير على منوالهم ، لأنه كان لهذا الإمام دور كبير في البحث العلمي ، وقواعد المنهجية العلمية الرصينة .

وقد قمت بإعداد خطة للبحث في هذا الموضوع قسمتها مبدئيا إلى ثلاثة مباحث :

المبحث الأول : ما اشتهر به مالك في العقيدة والحديث .

المبحث الثاني : ما اشتهر به مالك  في الأصول والفقه .

المبحث الثالث : ما اشتهر به مالك في التفسير واحترام المدينة.

وأخيرا الخاتمة والتوصيات ، وأقصد بما اشتهر به : نوادره ، وما سبق به غيره من العلماء ،وصار إماما فيه بعد ذلك ، واشتهر به دون غيره ، ولم يستطع أحد أن يتجاهل لمساته ونقوشه وإبداعاته في هذا الموضوع ، كاشتهاره بنقد الرجال ، والحرص في مسائل العقيدة ،وسبقه في التأليف ومنهجه في الإفتاء ، وأخذه بعمل أهل المدينة ، وغيرها من المسائل التي اشتهر بها دون غيره ، أو اشتهر بها أكثر من غيره ، أو كان هو السبب في إبرازها وإشهارهاحتى نسبت إليه ونسي صاحبها ، وليس القصد استقراء كل آثاره في هذه العلوم المختلفة .

وإذا تتبعنا هذه العبقريات عرفنا السبب في تقديم هذا الإمام على معاصريه وأقرانه ، فضلا عمن جاء بعده ، وانتشار مذهبه دون غيره من العلماء في ذلك الوقت ، وكذلك ذوبان شخصيات كثير من العلماء الذين أخذوا عليه فيه وفي مذهبه .