اعتراضات ابن هشام (ت 761هـ) في كتابه مغني اللبيب على الزمخشري (ت 538هـ)

دراسة انتقائية تحليلية

الملخص

إن الاعتراض النحوي يُعَدُّ عملا علميا ،رصينا ، يقوم على مقابلة الأدلة والحجج، ولا يهدف إلى التتبع المقصود للأخطاء والهنات، بل يهدف إلى بيان المعنى والحقيقة على وجه الصواب.وقد لقيت الاعتراضات اهتماما كبيرا من العلماء قديما وحديثا، فسيبويه(ت180هـ) اعترض على أستاذه الخليل (ت 170هـ) في بعض المسائل، واعترض الكسائي (ت 189هـ) على سيبويه في المسألة الزنبورية، ومن هؤلاء العلماء الذين اشتهروا بالاعتراضات ابن هشام الأنصاري، فقد امتازت مؤلفاته بكثرة الاعتراضات على السابقين ومن بينهم الزمخشري ؛ ولما للمغني من الأهمية، ولقيمته العالية، ولمكانة مؤلّفه العلمية، رأيت أن أتناول الاعتراضات الواردة فيه على الزمخشري في بحثي الموسوم بـ اعتراضات ابن هشام (ت 761هـ) في كتابه المغني على الزمخشري (ت 538هـ) دراسة انتقائية تخليليَّة، وذلك للأسباب الآتية: أولا : رَغْبَةً مِنِّي في بيان أسلوب الكتاب، والاستفادة مما حواه. ثانياً : الوقوف على مؤلَّف مِنْ مؤلَّفات علماء ،مصر ، وهُوَ عالِمٍ مُثْقِن أَوْدَعَ في هذا الكتاب جهودًا عظيمة ، بَرْهَنَ بِهَا على مدى قُدْرَتِهِ، ونُبُوغِهِ في هذا العِلْمِ، وَعَكَسَ فيه ثقافة عصره، وكان ممن دافعوا عن القرآن، وغيروا عنه ما ارتأوه خطأ، بما ارتأوه صحيحا.ثالثا : ميلي إلى الدراسات التي تخدم كتاب الله. وأخيرا : فإن هذه الدراسة تعد لونا من المناقشة العلمية من لاحق لسابق، لآرائهما قيمتها العلمية، ودراسة هذه الآراء فيها إثراء للدرس النحوي، وبناء للناحية العلمية عند الباحث، حيث إن البحث في مثل هذا الموضوع يتيح للباحث أكبر قدر من التعمق في المسائل، ويعين على الغوص في دقائقها وخفاياها، ويلزم بالنظر في أدلتها وحججها ومراجعة مصادرها.