مدة استحقاق طلب الشفعة في الفقه الإسلامي والقانون المدني الليبي

الملخص

 إن الله أراد بالشريعة الإسلامية الغراء تحقيق مصالح العباد في الحياة الدنيا والآخرة، وهذا ما ثبت بالاستقراء والتتبع لأحكام الشريعة المختلفة، في كلياتها وجزئياتها ، وفي اختلاف العلماء في استنباط أحكام الشريعة مصلحة لهم، وتوسعة عليهم ، ورحمة بهم ، وفي هذا ذكر السيوطي أن هارون الرشيد قال لمالك بن أنس: يا أبا عبد الله نكتب هذه الكتب ونفرقها في آفاق الإسلام لنحمل عليها الأمة، قال يا أمير المؤمنين : إن اختلاف العلماء رحمة عن الله على هذه الأمة ، كل يتبع ما صح عنده ، وكل على هدى، وكل يريد الله تعالى(1) وهذا البحث يتناول مسألة من المسائل التي يكثر وقوعها بين الناس، ويكثر السؤال عنها وفيها خلاف بين الفقهاء ، وقد وسمته بـ مدة استحقاق طلب الشفعة في الفقه الإسلامي والقانون المدني الليبي وهذا الموضوع وردتني تساؤلات حوله.لفتت نظري إلى أهميته، ورأيت أنه يستحق أن يخرج في بحث مستقل يجمع خلاصة آراء الفقهاء وأقوالهم فيه، مع ربطه بالقانون المدني الليبي، لتكتمل فكرة الموضوع من جانبيه الفقهي والقانوني، وعليه، فإن الموضوع سيوضح المدة التي يحق للشفيع فيها أن يعلن خلالها رغبته في الشفعة، سواء علم الشفيع ببيع شريكه حصته أم لم يعلم ، حاضراً كان الشفيع أم غائباً ، وقد جمعت في هذا البحث شتات آراء العلماء ، وأقوالهم في الموضوع، وربطت ذلك بما ورد في القانون المدني الليبي، إضافة إلى ما يقتضيه البحث من تعريف الشفعة، وبيان مشروعيتها.