الفعل المضارع ودلالته الزمانية

الملخص

      النحو ليس قواعد ونظريات طبيعية توضع بالتجربة، وتحلل في معامل الاختبار ؛ ولكنه ملاحظة ما قاله العرب واتباع لما سار عليه معظمهم في النطق، ومحاولة تحليل ما سار على نمط واحد ، واطراد مجيئه على هيأة خاصة، وهـو مجموع القواعد التي وضعها اللغويون بعد استقرائهم كلام العرب، وتتبعهم لكل ما نطقوا به، ووضعهم لهذه القواعد كان من خلال النصوص النثرية والمتمثلة في أرقى الأساليب وهو الأسلوب القرآني، والنصوص الشعرية التي رويت عن شعرائهم وفصحائهم، فعملية جمع اللغة التي قام بها العرب في بداية عصر التدوين في فترة قصيرة جدا تعد إحدى معجزات العرب، وهـو مـا يؤكـد أيـضــا حرصهم على هذه اللغة، اعتقادا منهم بعظمتها وقدسيتها وتميزها عن غيرهـا مـن اللغات؛ لأنها لم تكن لتعبر عن مراد المتكلم بأساليب جامدة، بل هي لغة متحركة تتقلب تراكيبها بمقدار ما عند المتكلم من مخزون لغوي، وهذا ما جعل أساليبها متعددة، وتراكيبها متغيرة، ومن هذه التراكيب الفعل بأنواعه الثلاثة، وهو ركن مهــم في بناء التراكيب والأساليب العربية، واهتمام اللغويين بعمل الفعل لقوته وكثرة تصريفاته ألهتهم عن الدلالة الزمنية، فلم يعطوها حقها.