التعريف اللغوي والتطور التاريخى لمشكلة الشر

أوغسطين وليبنتز نموذجاً

الملخص

إن مشكلة الشر من المشكلات الفكرية التي تطرح نفسها على العقل في كل عصر ، لأنها مشكلة الإنسان حيثما وجد، فقد خلقه الله قادراً على فعل الخير والشر على السواء، كما أن النفس الإنسانية قد سواها الله لتكون مستعدة لعمل الخير أو الوقوع في الشر ومخالفة ما جاء في القوانين السماوية. من ثم فإن الشر ليس فطرياً والاستعداد له يمثل مشكلة لصاحبه اهتم بها الأخلاقيون كما اهتم بها الفلاسفة من الناحية الدراسية، وربما كانت مشكلة الشر متجسدة في الكون ابتداءً من إغواء إبليس لآدم وظل به حتى أكل من الشجرة المحرمة فكان بذلك مغوياً له على الوقوع في الشر، في نفس الوقت فإن بني آدم وقع بينهما نزغ الشيطان وأدى إلى جريان أول دم بشري وارتكاب أول جريمة معبرة عن سيطرة الشر في بني آدم وانهزام الخير أمامه، إن محاولة الإجابة عن أسئلة مثل: كيف ينشأ الشر عن الخيمن المعتقدات الأخرى، ورسمت الصورة الخاصة لبنية الحقيقة ولعلاقة الله بالكون والإنسان. وظلت عملية الشر تصارع الخير فلا ينفصل أحدهما عن الآخر، حتى بات من اليسير القول بأن وجود مشكلة الشر في الكون أزلية نظراً لعدم خلو التاريخ الإنساني من هذه الأفعال التي تمثل في واقع الأمر خروجاً على الفطرة الأساسية، أن يكون الخير هو الغالب والشر هو المتنحي، ومن هنا برزت لي أهمية البحث.