أوضاع بعض المؤسسات الدينية في ليبيا أثناء العهد الملكي 1954-1969م

الملخص

مع مرور الزمن وتقدم الدول الإسلامية في مختلف العصور تم الاهتمام بالمؤسسات الدينية ، وكان الأهالي يقومون بإرسال أبنائهم إلى المساجد المنتشرة لغرض تعليم قراءة القرآن وحفظه على يد الفقهاء والعلماء والمدرسين . ودولة ليبيا أُعلن عن استقلالها في 1951/12/24م عن طريق هيئة الأمم المتحدة التي اهتمت بهذا الجانب من خلال رعايتها للمؤسسات الدينية لتقوم بتعليم العلوم الشرعية ، ورعت المساجد والكتاتيب ورعت القائمين عليها لقد تطورت المؤسسات الدينية في ليبيا بعد أن كانت عبارة عن كتاتيب تقام بالقرب من المساجد أو بداخلها أو تلك المعروفة بالزوايا الدينية أو التكايا أو الأربطة ، ويقوم خريجوها ببعض الأعمال بعد تخرجهم من أهمها نشر وتعليم الدين الإسلامي في كل الأرجاء  ، وكان ذلك قبل وأثناء وبعد فترة العهد الملكي ، إلا أن التطورات التي حصلت ألزمت تطوراً مصاحباً في أن تكون المؤسسات الدينية مؤطَّرة في نظم وأماكن وقواعد وقوانين تحكم هذه العملية فتم رعاية المعاهد الدينية كخطوة مبتكرة متقدمة وزيادة رعاية شؤون الحج ، ورعاية الوعاظ ومعلمي القرآن الكريم ، ورعاية المساجد والقائمين عليها وصولاً إلى تأسيس جامعة هي الأولى من نوعها تُعنى بالتعليم الديني في مستويات متقدمة حدود البحث :- الفترة من عام 1954م إلى عام 1969م هي حدود البحث وهي جزء من فترة العهد الملكي والموضوع : دراسة ملامح أوضاع بعض المؤسسات الدينية في ليبيا في العهد الملكي وتم اختيار السنة 1954م بداية للبحث نظراً لعدم حصول الباحث على مادة قبل هذا التاريخ من أرشيف الوثائق بالمركز الوطني للمحفوظات والدراسات التاريخية بطرابلس ، وهذا لا يعني عدم وجود مادة تاريخية في الفترة قبل موضوع هذا البحث ، ولأنه في هذا العام تم تعاقب ثلاثة رؤساء وزراء بداية بالسيد محمود المنتصر الذي سلم الحكومة في شهر فبراير إلى السيد محمد الساقزلي الذي سلمها في نفس العام في شهر أبريل إلى السيد مصطفى بن حليم والذي استمر رئيساً لوزراء ليبيا حتى شهر مايو 1957م. أما تحديد نهاية البحث في العام 1969م فسببه أن بعد هذا التاريخ بدأت فترة عهد سياسي جديد في ليبيا وبالتالي بدأت سلسلة إجراءات أخرى في التعامل الأوقاف مع والمؤسسات والمعاهد الدينية .