من سمات الإبداع الشعري عند المرزباني في الموشح

الملخص

تحدث نقاد القرن الرابع الهجري عن قضايا النقد العربي هؤلاء النقاد المرزباني في كتابه (الموشح)، وقد قامت دراسات نقدية حول هذا الناقد ، تناولت بعض المناحي التي درسها في كتابه السابق، ومن تلك الدراسات ( المرزباني والموشح) للأستاذ منير ،سلطان ، و ( المرزباني : منزلته في حركة النقد العربي القديم ) ، رسالة ماجستير، جامعة دمشق إعداد حسين الزعبي، و كتاب النقد الأدبي ومصادره في كتاب الموشح رسالة دكتوراه من جامعة أم القرى، إعداد الطالبة : سعاد بنت فريح الثقفي إلا أن تلك الدراسات النقدية لم تتناول قضية الإبداع الشعري عند المرزباني بالتفصيل، إذ لم تفرد لها مبحثاً خاصاً ؛ لذا أردت أن ألم بهذا الجانب في هذا البحث، وبخاصة ما يتعلق منه بسمات الإبداع الشعري عنده، وسألخصها في عددٍ من النقاط ساعياً في ذلك تمحيص تلك السمات من خلال تتبعها في كتابه الموشح ، ولا أدعي الإحاطة بها جميعاً، إذ إنّ تلك السمات تختلف من باحث لآخر، وسأقتصر على جوانب معينة منها ، كما أن الإحاطة بها كلها تحتاج إلى مساحة واسعة وذلك ما لا يمكن في هذا الموضع المحدود المساحة، ولكن ما لا يُدرك كله لا يُترك جلُّه. و سيتناول في هذا البحث من سمات الإبداع الشعري : التفرد بالمعنى والسبق إليه، والمقدرة على اختراع المعاني المتعددة في الغرض الشعري الواحد ، والإلمام بِجُلِ أغراض الشعر، وجودة القرآن، والصدق وانتظام المعنى، وسيرورة الشعر وصياغة المعنى بأسلوب جديد حسن وقبل الخوض في هذه السمات سيُعرجُ قليلاً على مفهوم الإبداع ، فالإبداع مشتق من مادة بَدَعَ وهي تعني في الاصطلاح اللغوي : " البَدِيعُ : المُبْتَدِعُ ، وهو من أَسْمَاءِ اللَّهِ الحُسْنَى ، لإبدَاعِهِ الْأَشْيَاءَ وإِحْدَاثِهِ إِيَّاهَا ، وهو البَدِيعُ الْأَوَّلُ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ . وقالَ أَبُو عَدْنَانَ : المُبْتَدِعُ : الَّذِي يَأْتِي أَمْراً عَلَى شِبْهِ لَمْ يَكُن ابْتَدَأَهُ إِيَّاه.