التنمية السياسية في الدول النامية بين التخلف والتبعية

الملخص

               شهد العالم خلال السنوات الأخيرة ظاهرة من الظواهر السياسية ذات الأهمية البالغة، والتي لم يتنبأ بها أساتذة السياسة والمفكرون، وهـي انتقال عــدد كبير من دول العالم من أنظمة حكم استبدادية وشمولية إلى أنظمة ديمقراطية أو شبه ديمقراطية.

            في هذا السياق من المتغيرات بدأ الاهتمام بعملية التحول السياسي، ويبد وذلك منسقاً بناء استراتيجية تنموية لخلق التنمية السياسية، التي شكلت منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. الشغل الشاغل للسياسيين ورجال البحث العلمي، كما أصبحت القضية الأساسية المتداولة سواء على النطاق المحلي في الدول المتخلفة أو النطاق الدولي، ويرجع الاهتمام بالتنمية إلى تطور الفكر السياسي وإلى التغيرات الاقتصادية والاجتماعية والبشرية والثقافية، وبروز الضغوط الأمريكية والأوروبية على النظم والسلطات الحاكمة في المنطقة يهدف إلى ضرورة إحداث إصلاحات تنموية، ترمي إلى استيعاب تطلعات الأجيال الشابة في دول العالم الثالث، في أطر وقنوات سياسية سليمة.

وشهد الوطن العربي في النصف الأول من التسعينات صخباً سياسياً واسعاً، بدأ بتصاعد المناشدات والاحتجاجات السياسية للمطالبة بضرورة إحداث تحولات