أهل الذمة في بغداد ودورهم في تنمية اقتصاد الدولة الإسلامية في عهد الخليفة العباسي المقتدر بالله

الملخص

ينظر الإسلام نظرة خاصة لأهل الكتاب من اليهود والنصارى، سواء أكانوا في دار الإسلام أم خارجها، فالقرآن لا يناديهم إلا بـ «يا أهل الكتاب ﴾ [آل عمران: 70]، و يا أيها الذين أوتوا الكتاب [النساء: 47]، وهـذا يشير إلى أنهـم في الأصل أهل دين سماوي، بينهم وبين المسلمين رحم وقربى تتمثل في أصول الدين الواحد الذي بعث به الله أنبياءه جميعاً. إن المقيمين من اليهود والنصارى في ظل دولة الإسلام لهم وضع خاص، وهم الذين يسمون في اصطلاح المسلمين باسم (أهل الذمة) والذمة معناها العهد(2)، وهي بأن لهم عهد الله وعهد رسوله وعهد جماعة المسلمين أن يعيشوا في ظل الإسلام آمنين مطمئنين، وهؤلاء بالتعبير الحديث (مواطنون) في الدولة الإسلامية، أجمع المسلمون منذ العصر الأول إلى اليوم أن لهم ما للمسلمين وعليهم ما عليهم، إلا ما هو من شؤون الدين والعقيدة، فإن الإسلام يتركهم وما يدينون.