السالكون والحائرون ودروب الصوفية

الملخص

الصوفية من التيارات الفكرية العريضة التي أسهمت بشكل أو بآخر، في تشكيل الحياة الوجدانية والفكرية في عديد من الأقطار العربية والإسلامية، وهي وإن تبدت في حركات عدة، ومظاهر متنوعة، فإنها تنطلق من أسس فكرية وعقدية متقاربة، غير أنها تعرضت لتعرجات وانعطافات، أدت بها، في بعض الأحيان، إلى الانسلاخ عن المنطلقات، بل مناقضتها والتصادم معها ومع هذا كله، وبما لها وما حمل عليها، ظلت تفعل فعلها في الأوساط الشعبية، وجموع المترقبين الذين التمسوا في مسالكها النجاة والسعادة في الدنيا والآخرة، وتباين مغزاها بين مريديها، وأوساط المهتمين بها، تبعاً لفهمهم لها، ومرجعياتهم العقدية والفكرية والثقافية، ولأجل ذلك، تواصلت الأبحاث، والتنظيرات لهذه الحركة الفكرية والسلوكية، ولازالت الصوفية محلاً لذلك، تجلية لغوامضها، ونفياً للزائف والدخيل منها ، بغية التواصل النقي مع أصولها وامتداداتها، والورود إلى منابعها وأحواضها، ولعله من المفيد في تقديري- تسليط جذوة من نور على بعض أسسها ومنطلقاتها في هذا البحث من حيث اشتقاقها ونشأتها ومفهومها ومرتكزاتها العقدية والفقهية.