أين الله؟ دراسة لحديث (الجارية) سنداً ومتناً

المؤلفون

  • د . صهيب محمود السقار جامعة قاريونس.

DOI:

https://doi.org/10.59743/jau.v10i.338

الملخص

مـن الخالق على البشرية بالوجود، وكرمهم على كثير ممن خلق، وتفضل عليهم بتسخير السماوات والأرض، ثم فطر طبائعهم على حب معرفة المنعم، وحجب أبصارهم عن إدراكه، وحذر عقولهم من التطاول والتفكر بذاته. وقطع أمل الأبصار بإدراكه وألجم العقول بأدلة تنزيهه. وتفرق الخلق بعد ذلك على أربعة مراتب: منهم مـن أعـرض عـن هـدي الله واستجاب لدواعي الحس فعبد إله نحته بيديه على الصورة التي تشـوفت لهـا حواسه. ومنهم من استنوق في إخلاده إلى الحس فاختار من نجوم السماء وكواكبها صنما سماويا مستنكفا من عبادة صنم أرضي نحته بيديه. وليس بأسعد منهم حالا من اطلع فرأى الوثنين في سواء الجحيم أخلدوا إلى الحس فخـروا مـن سماء التوحيد إلى وديان الشرك. لم يكن أسعد منهم لما تفلت استمساكه بعروة التنزيه الوثقى وتعلق منها بالحشو فخر من السماء واختطفه طير التشبيه. وهـذا حال من اتبع ما تشابه من نصوص الكتاب والسنة. لما عرض عليه تنزيه الباري عن التمكن في مكان أعرض عن جملة ما دل على التنزيه من أدلة العقل والنقل. وعمد إلى حديث الجارية من بين جملة نصوص الوحيين فانتزعه واختطفه وحيدا بعيدا عن ساحات الـدلالات المعتبرة العلمية الموضوعية ليتعسف في انتزاع دلالته على الموهوم المطلوب. ثم تكلف في لوي أعناق باقي النصوص لتطاوع هذا الفهم أو الوهم.

وقد بلغ الأمر غايته لمـا صـار هـذا الفهم معيارا وفرقانا فيما يسمونه جرحا وتعديلا. بل فيما يسمونه إيمانا وإلحادا. فاستشرفت همم المشفقين إلى النصح لهذه الأمة لما أعلنوا الرضوخ لأدلة التنزيه وكفوا العقل عن التفكر بالخالق سبحانه، واستعانوا في كبح جماحه برجاء الظفر بالحسنى وزيادة. فردوا الشبهة سندا ومتنا بما يتعين الكشف عنه ، في هذا العصر

التنزيلات

منشور

30-06-2008

كيفية الاقتباس

السقار ص. م. (2008). أين الله؟ دراسة لحديث (الجارية) سنداً ومتناً. مجلة الجامعة الأسمرية, 10, 127–138. https://doi.org/10.59743/jau.v10i.338

إصدار

القسم

المقالات