الالتفات في الحديث النبوي الشريف

الملخص

يعد الالتفات فتاً بلاغياً رفيعاً تكمن قيمته الجمالية فيما يحدثه من أثر في نفس السامع، إذ عبر عنه صاحب شرح التلخيص بقوله: « إن الكلام إذا نقل من أسلوب إلى أسلوب كـان أحسن تطـرية لنشاط السامع، ووجد الكلام عنده من القبول أرفع منزلة، وكـان أكثر إيقاظاً لسامعه». وإلى هـذا ذهـب السيوطي أيضاً بقوله: «وله –أي الالتفات- فوائد منها: تطرية الكلام، وصيانة السمع عن الضجر والملال؛ لما جبلت عليه النفوس من حب التنقلات والسامة من الاستمرار على منوال واحد».هذا، وبالإضافة إلى إيقاظ السامع، وصـون الفكـر عـن الشـرود والغفلة، فإن لأسلوب الالتفات فوائد بلاغية أخرى تتنوع بتنوعه، وهذا ما سنحاول إلقاء الضوء عليه خلال هذه الدراسة بغية الوقوف على بعض أنواع الالتفات في الأحاديث النبوية التي لم تأخذ حقهـا مـن الدراسات اللغوية والأدبية التي تبرز مميزاتها، وخصائص أساليبها، ومواطن الجمال فيها. وإتماما للفائدة لابد لنا في بداية هذه الدراسة من الوقوف على الالتفات، وبيان أنواعه؛ حتى يكون القارئ الكريم ملما بجوانب هذا الموضوع.