الدر النثير في حكم شرب لبن الحميرالدر النثير في حكم شرب لبن الحمير

الملخص

إن الحمد لله نحمده ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور

شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. وبعد.

فقد طالعتنا مجلة « نصف الدنيا » في عددها الصادر الأحد 24 الأول 1424هـ، الموافق 25 مايو 2003م، برقم (693)، وفي الصفحـة (34) بمقال بعنوان: « لبن الحمير بديلاً عـن لبن الأم»، فحواه: أن الصحف الإيطالية تتصدرها حالياً -وقت صدور هـذا العـدد من المجلة- أخبار تؤكد أن لبن أنثى الحمار يحتوي على البروتينات والكالسيوم، وأنه أنسب علاج للأطفال الذين يعانون من حساسية تجاه الرضاعة الطبيعية، كما تحدث الباحثون أيضاً عن فوائد استخدامه في مجال تجميل الوجه وإعادة النضارة إلى البشرة منذ زمن الفراعنة فيما يسمى « حمام لبن الحمار». ويقول البروفيسور جوزيف جالوتو: « إن لبن أنثى الحمار لا يضر الإنسان، كما يعتقد الكثيرون، ولكن يرجع رفضه إلى عوامل نفسية، وإلى عدم تعود تناوله، ويتميز بأنه لبن خفيف، وليس دسماً، ولذلك يفضل استخدامه دائماً مع الأطفال الذين يعانون من الحساسية تجاه الرضاعة الطبيعية، كما أنه يحتوي على 13% كالسيوم، و34% بوتاسيوم، ولا يحتوي على نسبة عالية من الكوليسترول».فلما قرأت هذا الخبر، هالني ما قرأت، وأخلصت النية لله، ويممت وجهي لبحث هـذه القضية من الوجهة الشرعية، وسميت هذا البحث « الدر النثير في حكم الشرب من لبن الحمير ».

وقسمته إلى خمسة مباحث:

المبحث الأول: في الرضاعة الطبيعية، وأهميتها للطفل.

المبحث الثاني: مقارنة بين لبن الأم ولبن الحمير من حيث التكوين.

المبحث الثالث: في موقف الشريعة الإسلامية من شرب لبن الحمير.

المبحث الرابع: في نهيه صلى الله عليه وسلم عن أكل لحوم الجلالة وشرب ألبانها.

     المبحث الخامس: في الأثر السلوكي للغذاء.