القول الفصل في مسألة الأجل بين المعتزلة وأهل السُّنَّة والجماعة

الملخص

هدف البحث إلى بيان اختلاف المعتزلة وأهل السُّنَّة والجماعة في مسألة المقتول, هل مات بأجله الذَّي جعله الله له أم أنَّه مقطوع عليه أجله لولا القتل لعاش إلى أجله؟ وبيان هل يوجد خلاف حقيقي بين أهل السُّنَّة والجماعة مع عامَّة المعتزلة في مسألة الأجل أم أنَّه خلاف لفظي من حيث العبارة لا غير وبيان من أنصف المعتزلة من أهل السُّنَّة والجماعة في مسألة الأجل ومن نسب إليهم القول أجمع. واستخدم لتحقيق ذلك المنهج الوصفي التحليلي المقارن وتبيَّن بعد البحث أنَّ المقتول عند أهل السُّنَّة والجماعة ميِّتٌ بأجله لا أجل له سواه, وهو الَّذي جعله الله تعالى له, لا يتقدَّم ولا يتأخر عما ضَرَب له في اللَّوح المحفوظ, ولم أجد عند المعتزلة إجماع بأنَّ المقتول مقطوع عليه أجله وله أجلان؛ أجل هو القتل والآخر هو الموت, بل هذا ما ذهب إليه الكعبي,  فقد كان عامَّة المعتزلة موافقين لأهل السُّنَّة والجماعة في هذه المسألة إلَّا من شذ منهم, والخلاف بينهما هو من حيث العبارة لا غير, وقد أنصف المعتزلة الأشعري وأبو المعين النَّسفي وغيرهما, فلا خلاف في الحقيقة بين أهل السُّنَّة والجماعة مع جمهور المعتزلة في هذه المسألة, فالمقتول غير مقطوع عليه أجله, وقد مات بأجله ولا أجل له غيره.