علم مقارنة الأديان وأهميته في الحقل الدعوي

الملخص

مقارنة الأديان تفاعل بين أتباع الأديان المتعددة؛ وذلك بما تحمله الأديان من معتقدات روحيّة متنوعة، وتقاليد دينية مختلفة، وقيم إنسانية مشتركة؛ سواء كان ذلك على مستوى الفرد، أم المجموع، وهو يختلف عن التوفيق بين المعتقدات، والتقريب بين الأديان الذي يظهر من وقت إلى آخر، والذي لا يجد له صدى، لأنه عملية ترقيع وتلفيق غير ذات قيمة. والداعية الناجح لا يستطيع أن يقدم ما عنده بصورة تلامس الآخر إلا إذا درس أديانا أخرى، ووقف على الملل والنحل التي يدين بها غيره، والإسلام يحث على اكتساب المعرفة عموما، وعلى الحوار مع أهل الأديان الأخرى، وخاصّةً أهل الكتاب، قال تعالى:﴿قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ﴾  ^{[آل عمران :64].}ولكي يؤدي هذا التفاعل دوره بين أصحاب الأديان المختلفة؛ ينبغي الالتزام بآداب الحوار كما أرشد إليها القرآن الكريم، وعمل بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومنها؛ الابتعاد عن العنف بكافة أنواعه، والنأي عن التعصب بجميع  صوره، وإعمال العقل والحجة، واعتماد أساليب البرهان والإقناع، واستخدام العلم وأساليبه، والاستقلالية في الرأي والتفكير، وتوجد العديد من الوسائل الحواريّة التي يمكن استخدامها؛ مثل الزيارات الميدانية، واللقاءات المشتركة، واستخدام أسلوب المناقشة الموضوعية مع العلماء والمتخصصين، والاطّلاع على الكتب المقدسة الخاصة بمن يتم التحاور معهم.