اعتراضات الذهبي على النسائي وابن حبان في توثيق من لم يرو عنه سوى راو واحد ولا يوجد فيه توثيق لسواهما وبيان بطلان هذه الاعتراضات

دراسة حديثية تحليلية نقدية

الملخص

ينسب الذهبي للنسائي وابن حبان  انفرادهما بين أئمة الحديث بتوثيق الرواة الذين لم يرو عنهم سوى راو واحد حيث يشير إلى أن توثيقهما لهذا النوع من الرواة هو قاعدة لهما أي إشارة منه إلى انفرادهما عن أئمة الحديث بمخالفتهما لهم في ذلك حيث يشير عند كلامه على راو من هذا النوع بعد أن يطلق عليهم عبارات التجهيل التي يستخدمها فيه كعبارة :  (( لا يعرف )) أو : (( مجهول )) أو : (( فيه جهالة )) أو : (( لا يدرى من هو )) ونحوها ويذكر توثيق النسائي أو ابن حبان له دون سواهما حيث لا يوجد لغيرهما توثيق لهم ـ يشير إلى أنهما وثقاه على قاعدتهما في توثيق هذا النوع من الرواة ؛ ولذلك فإنه يعترض في كتبه في الضعفاء كميزان الاعتدال والمغني في الضعفاء وديوان الضعفاء والمتروكين على توثيق النسائي وابن حبان للراوي إذا لم يرو عنه سوى راو واحد ولم يوثقه سوى النسائي أو ابن حبان ولا يقبل توثيقهما لهم بل يحكم على ما وثقاه من هذا النوع بالجهالة ومعناه ضعف ما يروونه من أحاديث. وقد انبنى على هذا الذي نسبه لهما الذهبي اغترار بعض المعاصرين به لا سيما في ابن حبان ـ مع أنه مبني على أسس باطلة ـ فأخذوا يضعفون كل حديث فيه راو من هذا النوع ولم يوثقه سوى ابن حبان ؛ عملا بحكم الذهبي بتجهيله غير ملتفتين لتوثيق ابن حبان له ولا تصحيحه حديثه في صحيحه، وهذا له خطورة شديدة في تعطيل كثير من الأحكام الشرعية في مختلف أبوابها من حلال وحرام وسنن وأحكام مختلفة لا سيما أن بعض هؤلاء المعاصرين كصاحب السلسلتين يغتر به كثير من المعاصرين الذين لا معرفة لهم عميقة بعلوم الحديث وأسس الحكم على الأحاديث وعلى رواتها فيتكئون على أحكامه على الأحاديث في كتبه مع أنه بناها على هذه الأسس الباطلة حيث نرى في هوامش تحقيقاتهم لكتب التراث عند تخريجهم لأحاديثها يذكرون أحكامه على الأحاديث في كتبه معتمدين عليها دون معرفة مستنداتها والأسس التي قامت عليها مع احتوائها على أباطيل كما في هذا الأساس الباطل الذي أتناوله في هذا البحث وذلك لما أشرت إليه من عدم معرفتهم العميقة بعلوم الحديث والأسس العلمية للحكم على الأحاديث.