فلسفة الأخلاق في الإسلام من خلال القرآن الكريم والسنة المطهرة

الملخص

 " الْحَمْدُ للهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا . قَيِّمَاً لِّيُنذِرَ بَأْساً شَدِيدَاً مِن لَّدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرَاً حَسَنَاً مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَدَاً "         [ الكهف / 1 ].والصلاة والسلام على من تلقى من ربه" وَمَنْ أَحْسَنُ قَولاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ" ^{[ فصلت / 33]} , سيدنا محمد وعلى أله وصحبه أجمعين. فمنذ بدأ الإنسان حياته على ظهر هذه الأرض وهو يحاول ما استطاع أن يعيش آمنا مطمئنا لا يروعه ولا يحول بينه وبين ما يسعى إليه من رغد وسعادة حائل ما, وكانت محاولات ذلك الإنسان تتضاعف كلما نما عدده , وتكاثرت أفراده , وتعقدت مشكلاته , ومن ثم عرفت البشرية عبر مراحل تاريخها المختلفة فلاسفة وعلماء عكفوا في رهبنة على وضع التعليم والقيم التي تكفل للمجتمع الإنساني كل ما يحفظ على الإنسان آدميته وكرامته واستقرار حياته . لقد كان من رحمة الله بخلقه أنه لم يدعهم - على ما منحهم من طاقات فكرية – إلى أنفسهم يضطرون في الحياة على غير هدى , وإنما أرسل إليهم أنبياءه ورسله مبشرين ومنذرين , وتتابع هؤلاء منذ آدم عليه السلام  إلى خاتم المرسلين محمد - صلى الله عليه وسلم-  وكان ما بعث به هذا النبي الأمي هو الصورة الأخيرة والكاملة لبناء المجتمع الإنساني إلى أن يقوم الناس لرب العالمين, ومن هنا كان القرآن الكريم دعوة الله إلى الناس كافة, وكان الكتاب السماوي الوحيد الذي حفظه منزله من التحريف والتبديل, وسيضل كذلك إلى يوم الدين , منارة للقوة والعزة والحياة الإنسانية الكريمة .و كانت الآثار التي قدمها علماء الإسلام في الماضي والحاضر محاولات طيبة تنير الطريق في فهم القرآن والكشف عما تضمنه من قواعد ومبادئ يتأسس عليها المجتمع الذي يمثل الخيرية والأسوة في كل مجال من مجالات الحياة النافعة . وقد رأيت أن أحاول محاولة متواضعة في هذا المجال, مجال فلسفة الأخلاق في بناء المجتمع الإنساني بناء متكاملا لا يعرف الإفراط أو التفريط, وبخاصة ونحن نعيش صراعا طغت فيه المذاهب الوضعية, وكثر فيه الجدل حول ما ينبغي أن يكون؛ درءا للكارثة التي ستبيد البشرية إبادة كاملة إلا إذا تداركتها عناية الله .