ما خلفته أمهات الخلفاء وذووهن من ثروات (132-656ه/749-1258م)

دراسة تاريخية في الدولة العباسية

الملخص

تسلط هذه الورقة البحثية الضوء على الثروات والأموال الثابتة والمنقولة، التي خلفتها أمهات الخلفاء وذووهن في الدولة العباسية، التي تمتد في المدة من سنة (132-656هــ/749- 1258 م) إن الدول تقاس بالثروات التي يملكها أفراد مجتمعها وكيفية تدوير هذه الأموال والثروات، بما يعود بالنفع على المجتمع ويسهم في تنمية واردات الدولة وصادراتها، وقد اقتصرت في بحثي هذا على المؤشر المالي الذي تملكه نساء القصر العباسي، وكيفية الحصول عليه، وكيفية توظيفه وتنميته واستثماره. والترف الذي وصلن إليه في حياتهن.   ولقد اخترتُ هذا الموضوع؛ لأبين ما كانت تتمتع فيه نساء القصر العباسي من الغنى، رغم أن هناك من يعيش في فقر مذقع، وفي الوقت نفسه هناك من النساء من تموت جوعا؛ لأن معظم المؤرخين الذين أرّخوا لتاريخ بني العباس كان تدوينهم في الجانب السياسي، ولم يتعرضوا بشيءٍ من التفصيل للعديد من القضايا، وبخاصة قضية الغِنى الفاحشُ الذي يصل إلى حد اللامعقول، فكان تأريخهم إشارات قليلة لا تُوَفي هذه القضية حقها.  وعلى الرغم من أن قضية اقتناء الأموال والضياع كانت هواية الرجال فإن هذه العادة انتقلت إلى نساء القصر، وإذا تحدثنا عن ملابس النساء لاحظنا لأول وهلة أن المرأة بطبعها تميل إلى التجمّل والتزين، ومن ثَمَّ فقد كانت عنايتها بالملابس وأدوات الزينة لا تقارن بعناية الرجال بمظهرهم، كما أننا نلاحظ حرصها الشديد على جعل ملابسها متعددة الألوان، كثيرة النقوش. ويربط ذلك عوامل عدة، منها: الحالة المالية للمرأة، وذوقها، وجاهها، ونفوذ سلطانها على البلاط العباسي، وكاد الأمر أن يكون من الموروثات المتناقلة بين نساء القصر. يقول هاشم عيسى: ربما اختلاف ملابسهن كذلك وفقاً للطبيعة الاجتماعية التي يعشنها، فملابس سيدات المجتمع من زوجات الخلفاء والأمراء والقُوّاد وأصحاب الطبقة الخاصة، تختلف عن ملابس الفلاحات ، ودراسة هذه القضايا تحتاج إلى البحث والتقصي لإظهار التاريخ سوياً معتدلًا في عناصره. للوصول إلى ما هو مدفون أو مسكوت عنها