الإعراب والمعنى وعلاقتهما بظاهرة تعدد الاحتمالات في التوجيه النحوي

الملخص

قبل أن نستعرض العلاقة الوطيدة التي تربط الإعراب والمعنى بظاهرة تعــدد الاحتمالات والتوجيهات الإعرابية، ينبغي أن نعرف أولاً وقبل كل شيء معنــى الإعراب لغة واصطلاحاً.فالإعراب لغةً: هو الإبانة، يقال: أعرب لسانه وعرب، أي أبان وأفصح، وما سُمِّي الإعراب إعراباً إلا لتبيينـه وإيضاحه، وأعرب كلامه، أي لم يلحن في الإعراب، ومنه أعرب بحجته إذا أفصح بها،وقال الأزهري: « الإعراب والتعريب معناهما واحد وهـو الإبانة، يقال: أعرب عما في ضميرك؟ أي: أين  ، ومما يدل على المعنى اللغوي – وهـو الإبانة والإفصاح - قول النبي : ( والثيب تعرب عن نفسها ) ومنه قول الشاعر [ من الطويل]: .

وجدنا لكم في آل حاميم آية                  تأولها منا تقي ومعرب

وقد جاء توضيح البيت في قول الأزهري: « ومعـرب: أي مفصح بالحق لا وقد علل ابن الأنباري  على التسمية بثلاثة أوجه:

• أولها: أنه سُمِّي إعراباً؛ لأنه يبين المعاني أخذاً من قولهم: أعرب الرجل عن حجتـه إذا بينها.
• ثانيها: أنه سُمِّي بذلك؛ لأنه تغيير يلحق أواخر الكـلـم مـن قولهم: عـربـت معــدة الفصيل، إذا تغيرت ويؤخذ من هذا المعنى مطلق التغيير، كمـا تكـون هـمـزة (إعراب) للإزالة كقولك: أعجمت الحروف إذا أزلت عجمتها بالنقط، وأشكيت فلاناً إذا أزلت شكايته.
• ثالثها: أنه سمِّي إعراباً؛ لأن المعرب للكلام كأنه يتحبب إلى السامع بإعرابه، كقولهم: امرأة عروب إذا كانت متحببة إلى زوجها، ومنه قوله تعالى: عُرُبًا أَتْرَابًا [الواقعة: 37].