المخدرات ( أسباب تعاطيها ، آثارها ، سبل الوقاية منها )
الملخص
إن المخدرات و المؤثرات العقلية تعتبر من أكبر المشكلات التي تعاني منها جميع دول العالم ، ورغم الجهود المبذولة للحد من انتشارها تفاديا ً لآثارها التي تهدد العقل البشري إلا أنها تزداد انتشارا ً عام بعد عام ، وتقف وراء ذلك دول أنشأت مزارع خاصة بإنتاج هذه المواد ، وأنشئت المصانع لصناعة هذه المواد المخدرة على اختلاف أنواعها تحت مبرر الصناعات الدوائية ، وقد تولت عصابات عالمية للترويج لهذه المواد المخدرة و المهلوسة و المنومة لغرض الكسب المادي من ورائها ، ورغم القوانين الصارمة التي أصدرتها جل دول العالم للحد من الترويج والتعاطي للمخدرات و المؤثرات العقلية إلا أنها لازالت في ازدياد ، ورغم الإجراءات المشددة، ووجود أجهزة تفتيش حديثة في منافذ الدخول لكل الدول إلا أن الكميات تتضاعف يوم بعد يوم ، والمشكلة تستهدف شريحة هامة في المجتمعات البشرية وهم الشباب وبالتحديد تستهدف قدراتهم العقلية وتعطيلها ، وتركهم عالة على المجتمع ، ويرهق إمكانات الدول ماديا ً ، ويتفكك النسيج الأسري والاجتماعي وتتفشى الجريمة وينعدم الأمن والأمان بين أفراد المجتمع ، وبطبيعة الحال لها آثار قاتلة نفسيا ً وجسميا ً وفسيولوجيا ً و اقتصاديا ً، وإن هذه الآثار لا تتحدد في المتعاطي في حد ذاته بل أنها تشمل الأسرة التي يعيش بين أحضانها ، والمحيط الاجتماعي ؛ بل تمتد آثارها للمجتمع ككل، وعند البحث في أسباب تعاطي المخدرات تجد أنها يغلب عليها الرغبة الذاتية للفرد ، والميل للتجريب ، و التأثر بالدعاية التي يستخدمها المروجون لها الذين لا يتوانون في تقديمها مجانا ً في البداية ، وعندما يصلون إلى مرحلة اللاعودة يتركونهم وحدهم في درجة قاسية من المعاناة نفسيا ً واجتماعيا ً، وتعاطي المخدرات و المؤثرات العقلية لها صلة بالجريمــــــة و الانحراف ، ولها صلة كذلك بمرض فقـــــدان المناعة ( الايدز ) من خلال الانحرافات الجنسية أو تناول الحقن الوريدية ، كما أنها ترتبط بظهور الاضطرابات النفسية و العقلية ، والخلل الوظيفي لأعضاء الجسم، ومن أجل حماية أبنائنا من خطر المخدرات والمؤثرات العقلية ينبغي تكثيف الجهود ابتداء من الأسرة ، ومرورا ً بالمؤسسات التربوية والتعليمية ، ووصولا ً إلى دور الدولة بمؤسساتها المختلفة للحد من انتشار هذه المواد القاتلة وتفادي آثارها الماحقة ، وذلك بأن يقوم الجميع بالدور الذي يجب القيام به من أجل المحافظة على الثروة البشرية التي بها يُصنع التقدم ، ويُقهر التخلف .
المراجع
- أديب الخالدي ( 2002 ) المرجع في الصحة النفسية ، ط2 ، الدار العربية للنشر و التوزيع ،القاهرة .
- أحمد عكاشه ( 1984 ) : علم النفس الفسيولوجي ( ط 7 ) دار المعارف ، القاهرة .
- أحمد محمد الزغبي ( 2001 ) أسس علم النفس الجنائي ، دار زهران للنشر و التوزيع ،عمان الأردن .
- جلال الدين عبد الخالق و السيد رمضان ( 2001 ) الجريمة و الانحراف من منظور الخدمة الاجتماعية ، المكتب الجامعي الجديد ، الإسكندرية ، مصر .
- رجب أبو جناح ( 2000 ) المخذرات آفة العصر الدار الجماهيرية للنشر والتوزيع والإعلان ،مصراته .
- سعد المغربي ( 1995 ) علم النفس الجنائي ، مكتبة كلية الشرطة ، السنة الثانية ، الأمارات.
- مصطفى سويف ( 1996 ) أفاق جديدة في مواجهة الإدمان ، المؤتمر القومي الخامس ، مجلة المركز القومي للبحوث الاجتماعية و الجنائية ، القاهرة .
- مصطفى عبد الباقي عبد المعطي ( 2006 ) دراسة نفسية للكشف عن البدايات السلوكية للانحراف وتعاطي المخدرات لدى المراهقين ، مجلة علم النفس ، العدد ( 71 ، 72 ) ، القاهرة .
التنزيلات
منشور
إصدار
القسم
الرخصة
الحقوق الفكرية (c) 2015 مجلة العلوم الانسانية

هذا العمل مرخص بموجب Creative Commons Attribution 4.0 International License.